الأنشطة الاعتيادية : تعريفها ، أهدافها ، وظائفها والمبادئ التي ترتكز عليها

موقع طباشير 11:37 م 11:45 م
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

الأنشطة الاعتيادية : تعريفها ، أهدافها ، وظائفها والمبادئ التي ترتكز عليها

تعريف الأنشطة الاعتيادية بسلك التعليم الابتدائي

يقصد بالأنشطة الاعتيادية مجموع الأنشطة الصفية الموجهة لجماعة الفصل الدراسي. في شكل مهام للتعلم. في مدة زمنية لا تزيد عن عشر (10) دقائق. بهدف تعزيز تعلمات سابقة أو مهارات ضرورية. إعدادا لتعلم جديد في بيئة آمنة ممتعة ومحفزة. تُذي روح التنافس والتحدي والتفكير. وتضمن الانخراط الإيجابي ومبادرة التعلم الذاتي. وتتسم هاته الأنشطة بالتكرار والتنويع والاستمرارية. وعليه؛ يتميز النشاط الاعتيادي بمجموعة من الخصائص منها:
* نشاط لمدة قصيرة. منتظم ومتكرر؛

* نشاط يراهن على الفعالية الذاتية للمتعلم(ة)؛
* نشاط دينامي وتفاعلي؛
* نشاط ممتع ومحفز؛
* نشاط يركز على التعلمات الأساس؛
نشاط يراعي خصوصيات الفئات المستهدفة وحاجاتهاء بمن في ذلك المتعلمات والمتعلمين في وضعية إعاقة.

أهداف الأنشطة الاعتيادية بسلك التعليم الابتدائي

تروم الأنشطة الاعتيادية اليومية للقراءة والرياضيات. المدرجة داخل الزمن الدرامي للمتعلمات والمتعلمين بسلك التعليم الابتدائي. تمكينهم من فرص التحكم في التعلمات الأساس وتعزيزها لضمان انخراطهم في سيرورة التعلم بدون تعثرات. من خلال تخصيص فترات زمنية منتظمة يطبعها التشويق والمتعة، تهدف إلى:
  • استدراك التعلمات المفقودة في مسار كل متعلم(ة)؛
  • اكتساب مهارات التعلم الذاتي والتعلم المستمر مدى الحياة؛
  • جعل القراءة هواية محببة للنفس مدى الحياة؛
  • تمييز الأصوات من خلال تنمية الوعي الصوق؛
  • فك رموز النص المكتوب (التهجي بهدف قراءة الكلمات)؛
  • ممارسة القراءة مع مراعاة الدقة وبسرعة مناسبة؛
  • فهم المسموع والمقروء واستيعابهما؛
  • تنمية الرصيد اللغوي؛
  • تحبيب الرياضيات إليهم من خلال إكسابهم الثقة في أنفسهم؛
  • التمكن من الحساب بسرعة ودقة؛
  • ضبط خطوات إنجاز العمليات الحسابية الأساسية؛

وظائف الأنشطة الاعتيادية

 للأنشطة الاعتيادية عدة وظائف تستمد من مبادئ ومسوغات إدراج هذه الأنشطة بالأقسام الدراسية، وتنسجم تمام الانسجام مع الأهداف المشار إليها سابقا. ومن بين هذه الوظائف:

وظيفة تعاقد

عندما يتم تثبيت الأنشطة الاعتيادية في الفصل. فإنها تصبح تعاقدية؛ بمعنى أن المتعلم(ة) يعرف ماذا يفعل وكيف ومتى يمكن للمتعلم(ة) الذي يعرف ما هو متوقع منه أن يتوقعه. أما بالنسبة لبعض المتعلمات والمتعلمين الذين يواجهون صعوبات، فإن الجانب المتكرر للنشاط هو الذي يسمح لهم بالدخول التدريجي في التعاقد.

وظيفة إيقاظ

إن إدراج الأنشطة الاعتيادية في بداية الفترات الدراسية. وبفضل تنوع هذه الأنشطة وجاذبيتها، وما تخلقه من تنافس تربوي بين المتعلمات والمتعلمين، من شأنه أن يوقظ رغبة التعلم لدى المتعلمات والمتعلمين، ويحفزهم على التفاعل بشكل إيجابي مع مختلف الأنشطة الدراسية المسطرة خلال اليوم,

وظيفة تعويض وتسريع

 تعتبر الأنشطة الاعتيادية من الاستراتيجيات الفعالة لتمكين المتعلمات واللتعلمين من المهارات الأساسية المرتبطة باللغات والرياضيات. ولمعالجة التعثرات المتراكمة على مستوى التعلمات وامهارات. والناجمة عن مخلفات الفترات السابقة؛ وذلك من أجل خفض فقد التعلمات إلى أقمى حد. وتقليص احتمالات التسرب الدرامي؛

وظيفة تحسين

وتتجلى هذه الوظيفة في كون الأنشطة الاعتيادية تركز بالأماس على تحسين المهارات الفرعية الأساسية كسماع الكلمات والنطق بهاء والتعرف على الأحرف بالأصوات. والدقة والسرعة في قراءة الكلمات. والفهم. والتي تعتبر ضرورية لتطوير مهارات القراءة, والتعرف على الأعداد وإنجاز عمليات الحساب الذهني والعموديء وما إلى ذلك. والتي تعتبر ضرورية لتطوير مهارات الحساب.

طبيعة الأنشطة الاعتيادية ومبادثها وسبل تدبيرها

تُقدَّم الأنشطة الاعتيادية في انسجام تام مع ما يرمي منهاج التعليم الابتدائي تحقيقه. فإذا كانت أنشطة التعلم في  اللغتين العربية والفرنسية والرياضيات موجهة ببناء تعلمات جديدة خلال تصريف المواضيع وفق ما هو مسطر في  البرنامج الدراسي. فإن الأنشطة الاعتيادية تقدم في هذا السياق لتمكين المتعلم(ة) من المستلزمات الضرورية التي يحتاجها في مختلف لحظات التعلم. وعلى هذا الأساس تنوعت امهارات التي تستهدفها هذه الأنشطة الاعتيادية تبعا  للمواد الدراسية ومكوناتها الديدكتيكية.
ولتحقق الأنشطة الاعتيادية مقاصدها التربوية والتعليمة. ظل مطلب تنويع أشكال تصريفها ملزما لكل ممارسة  تعليمية واعية. وفي هذا السياق. يمكن استثمار مقتضيات البيداغوجيات الفعالة بحسب ما تقتضيه أهداف هذه  الأنشطةء ومن بين هذه البيداغوجيات:

بيداغوجيا اللعب

يُمُكّن هذا الاختيار البيداغوجي من جعل الوضعيات الناظمة لأنشطة التعلم الاعتيادية. سياقا للمتعة والتشويق والتحفيز. وعليه. كلما قُدّمت الأنشطة الاعتيادية ومهامها في شكل ألعاب بيداغوجية كانت مردوديتها أفضل؛

البيداغوجيا الفارقية

تسمح هذه المرجعية البيداغوجية بتصريف الأنشطة الاعتيادية وفق مسارات متعددة بشكل متزامن. إذ يمكن تصريفها في شكل مهام متعددة. تشكل في مجملها المهمة الأساسية التي توجه النشاط. كما يمكن تنويع مضامين هذه الأنشطة ومحتويات التعلم بحسب حاجات المتعلمات والمتعلمين؛

بيداغوجيا الخطأ

يفيد هذا الإطار في تعويد المتعلمات والمتعلمين على رصد الأخطاء وتصحيحها بشكل فردي أو جماعيء فالنشاط الاعتيادي في هذا السياق يبنى على أساس خلق زوبعة ذهنية مدارها رصد الخطأ وتصحيحه.
هذا، ويشكل تنويع المرجعيات البيداغوجية مدخلا لربح رهان الأنشطة الاعتيادية التي تبقى منضبطة لمجموعة من المبادئ.

المبادئ التي ترتكز عليها الأنشطة الاعتيادية

 التركيز على المهارات الأساسية

الأنشطة الاعتيادية هي فرصة أساسية ينبغي استغلالها للتركيز على المهارات الأساسية الخاصة باللغتين العربية والفرنسية (فهم المسموع. التهجي. الطلاقة. فهم المقروء). وبالرياضيات (الحساب الذهني وإنجاز العمليات الحسابية...)؛ ذلك أن التمكن من هذه المهارات يساهم في تدارك النقص الحاصل وتعويضه بغرض التحكم في الكفايات الأساسية؛

السهولة والبساطة

ينبغي أن تكون الأنشطة المختارة بسيطة وسهلة. تعزز الثقة في النفس. وتسمح بالانخراط والتفاعل التلقائي. فالمتعلم(ة) أت للمدرسة محملا برغبة التعلم والفضول المعرفي. لكن مواجهة وضعيات تعلمية معقدة أو صعبة. تخلق له حواجز نفسية أمام المعارف وامهارات المستهدفة. وتجعلها تغذي مواقف سلبية تجاه المادة الدراسية. لذاء ينبغي للأنشطة الاعتيادية أن تكون موجهة مهام قابلة للإنجاز من طرف الجميع؛

 مبداً التفويض التدريجى للمسؤولية

ويعتمد على التهيئة. ثم "نمذجة” الأستاذ(ة) للمهارة المستهدفة أمام المتعلمات والمتعلمين. وتجسيد كيفية أدائها. واصفا بصوت مسموع ما يجري في ذهنه. وما يستعمله من عمليات عقلية. وما يستعين به من معارف ومؤشرات أثناء إنجازهاء لينخرطوا بعد ذلك في ممارسة موجهة  ثم ممارسة مستقلة للوصول إلى تطبيق يعزز إتقان امهارة واستخدامها في مواقف جديدة؛

التعلم بالتكرار

يعد من الأساليب التقليدية وأكثرها سهولة وبساطة. فالعقل يعمل على مبداً أنه كلما تكرر إنجاز الشيء ذاته زادت امهارات الإبداعية فيه. وقلت نسبة الوقوع في الخطأ. وتسعى الأنشطة الاعتيادية من خلال تكرار التمارين والأنشطة إلى جعل اللتعلم(ة) يتحكم بشكل آلي (66ن1ا:«ما::2) في المهارات والمعارف المستهدفة؛ ذلك أن التكرار في العملية القرائية والحسابية يساعد على الدقة والسرعة. فكثرة ممارسة القراءة (قراءة مقاطع أو كلمات أو جمل...) يجعل المتعلم يصل إلى حد الإتقان. وبالتالي يصل إلى الطلاقة. ونفس الشيء ينطبق على العمليات الرياضياتية؛

إيقاع الإنجاز

تعتبر سرعة أداء المهام المرتبطة بالأنشطة الاعتيادية مؤشرا على درجة التطور الحاصل لدى المتعلم(ة) بخصوص ضبط امهارات المستهدفة؛ فالقدرة على إنجاز العمليات الرياضية أو قراءة نص بسرعة مهم جدّا. لذا ينبغي التنصيص - في إطار التعاقد مع جماعة الفصل- على ضرورة إنجاز العمليات بدقة وسرعة. ويستحسن تعويد المتعلمات والمتعلمين على تسجيل الوقت الذي أنجز فيه النشاط؛ سواء كان نشاطا قرائيا أو مرتبطا بالرياضيات مما يخلق لديهم الحافزية ويساهم بشكل كبير في تحسن مستوياتهم وقدراتهم على القراءة والحساب؛

المزاوجة بين روح المتعة والتحدي

تلعب روح المتعة والتحدي دورًا كبيدً في تشجيع المتعلمات والمتعلمين على التعلم. لذا ينبغي تأسيس الأنشطة الاعتيادية على هذين العنصرين؛ بحيث ينبغي أن يزاولها المتعلم(ة) كلحظة لعب ومتعة. مما يزيد من إحساسه بالأمان. حتى لا يخاف من "ارتكاب الأخطاء"؛ ويزاولها كلحظة تَحَدٌّ أيضاء مما يسمح له بتحسين نتائجه بشكل مستمر.

تقويم كيفي منتظم

إجراء يرافق عمليتى التعلم والتعليم. وهو من بين أهم المبادئ التى تقوم عليها الأنشطة الاعتيادية. إنه إجراء مهم لكل من المتعلم(ة) والأستاذ(ة)؛ ذلك أنه يزود المتعلم(ة) بالتغذية الراجعة التي توضح له مقدار التقدم أو النقص الحاصلين في أداثه. في حين يزود الأستاذ(ة) بنتائج اختياراته على مستوى الأنشطة المختارة والوسائل وطرق التنشيط المعتمدة. وبالتالى فهى تدفع كل من المتعلم(ة) والأستاذ(ة) إلى التكيف والتعامل وفق نتائج هذه العملية.

التنظيم الزمني للأنشطة الاعتيادية

أ. الأنشطة الاعتيادية الخاصة بالقراءة باللغة العربية والفرنسية:

  • إدراج أنشطة اعتيادية يومية مدتها عشر (10) دقائق لكل فوج. طيلة أيام الأسبوع. لجميع المستويات الدراسية. حسب الصيغة المعتمدة المشار إليها أدناه؛
  • يتم خصم عشر (10) دقائق المخصصة للأنشطة الاعتيادية من الغلاف الزمني الكلي للفترة الدراسية لكل فوج؟؛
  • الحرص على إدراج الأنشطة الاعتيادية في بداية كل حصة من حصص مادق اللغة العربية أو اللغة الفرنسية لكل فوج دراسي؛
  • الحرص على توطين الأنشطة الاعتيادية ضمن المذكرة اليومية.

ب. الأنشطة الاعتيادية الخاصة بالرياضيات:

  • ترصيدا لأنشطة الحساب الذهني التي تضمنها منهاج مادة الرياضيات والتي خصص لها خمس (5) دقائق. وبعد اعتماد الأنشطة الاعتيادية. أضيفت خمس (5) دقائق أخرى لتقوية الأساسيات في الرياضيات. لتصبح 10 دقائق؛
  • إدراج هذه الأنشطة الاعتيادية خلال بداية كل حصة من حصص الرياضيات لكل فوج وتضمينها في المذكرة اليومية.


شارك المقال لتنفع به غيرك

موقع طباشير

الكاتب موقع طباشير

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

1997266556019096876
https://www.tabachire.com/